اعتقالات في إيران بتهم "التعاون مع إسرائيل" و"تشويش الرأي العام"
اعتقالات في إيران بتهم "التعاون مع إسرائيل" و"تشويش الرأي العام"
أعلنت السلطات الأمنية الإيرانية، اليوم السبت، عن توقيف 19 شخصاً في مدن متفرقة بتهم تتراوح بين "التعاون مع إسرائيل" و"تشويش الرأي العام"، وذلك في خضم التصعيد العسكري المستمر بين طهران وتل أبيب منذ فجر يوم الجمعة.
وذكرت مصادر أمنية أن 5 أشخاص اعتُقلوا في مدينة يزد وسط البلاد، بعد اتهامهم بـ"تصوير مواقع حساسة والتخابر مع إسرائيل".. وُصفت هذه المواقع بأنها "أهداف محتملة" في إطار التوتر المتصاعد، فيما لم تُكشف تفاصيل دقيقة حول طبيعة المواقع أو الأجهزة المستخدمة، وفق “روسيا اليوم”.
وأعلنت وزارة الأمن الإيرانية أن 14 شخصاً آخرين أُوقفوا في محافظة هرمزغان جنوب شرق البلاد بعد ما وُصف بـ"التحريض الإعلامي ونشر الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعي دعماً لإسرائيل".
وأكد البيان أن العمليات الأمنية نُفذت "بطرق فنية واستخباراتية دقيقة" لرصد التحركات الإلكترونية التي "تهدف إلى زعزعة السلم الداخلي في البلاد في وقت حساس تشهده الجبهة الداخلية".
تطور عسكري غير مسبوق
جاءت هذه الإجراءات الأمنية على وقع استمرار القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل منذ صباح الجمعة 13 يونيو، حين شنّ الجيش الإسرائيلي عملية جوية واسعة تحت مسمى "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية وبنى تحتية في طهران ومناطق أخرى، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة الأمنيين والعسكريين الإيرانيين، إلى جانب علماء في البرنامج النووي.
من جهته، أطلق الحرس الثوري الإيراني، بدءاً من مساء الجمعة وحتى فجر السبت، موجات صاروخية مكثفة استهدفت مناطق واسعة داخل إسرائيل، من الشمال إلى الجنوب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين على الأقل وإصابة العشرات، فيما سُجّل دمار واسع النطاق في تل أبيب ومحيطها.
وفي تصعيد نوعي آخر، نشر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" مقطع فيديو يوم الجمعة يوثق نشاط عملائه داخل الأراضي الإيرانية، زاعماً أنهم تمكنوا من زرع قاعدة لإطلاق طائرات مسيّرة مفخخة في عمق الأراضي الإيرانية.
ووصف مصدر أمني إسرائيلي العملية بـ"الاستثنائية من حيث النطاق"، مشيراً إلى أنها جرت بالتنسيق بين الجيش الإسرائيلي، والموساد، والصناعات الدفاعية الإسرائيلية، ما يُعد تطوراً استراتيجياً بالغ الخطورة في طبيعة المواجهة.
تحذيرات من تصاعد أمني
يحذّر مراقبون دوليون من أن الوضع في إيران قد يشهد تصعيداً أمنياً داخلياً مترافقاً مع تشديد القبضة على الحريات الإعلامية والمدنية، لا سيما في ظل اتهامات متصاعدة بالعمالة أو دعم "العدو" لمجرد التعبير عن الرأي.
وفي ظل اتساع المواجهة، يراقب المجتمع الدولي التطورات عن كثب، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى حرب إقليمية مفتوحة تشمل أطرافاً دولية.